وفي المقام الأول من الأهمية، تُظهِر الحدائق اليابانية التأثيرات البوذية التي جلبت إلى اليابان في عام 612؛ وزار أونو-نو-إيموكو، وهو مبعوث من اليابان، الصين وتمكنت من استيعاب القدر الكافي من أسلوب الحياة البوذي لإعادة إنشائه بمجرد عودته إلى بلاده. في هذا الوقت، كانت الحدائق في اليابان تُخلُق فقط كتمثيلات دينية لمختلف المعتقدات - التي أنشأت أرضية مشتركة مريحة مع البوذيين الصينيين. كل عنصر من الحديقة البوذية ينفجر مع أهمية دينية، المسارات تؤدى إلى التنوير، فى حين التربة تمثل خصوبة واغذية الطبيعة الذهنية لبوذا. ومع ذلك، وعلى الرغم من تبني بعض الأفكار البوذية في اليابان، إلا أن الأمر لم يكن على حساب الدين الياباني القديم شينتو. كان من المعتقد على الدوام أن الديانتين شينتو والبوذية قادرتين على التعايش في وئام؛ بدلاً من فصل كل منهما عن الآخر في المتداخل الديني. ولقد تجلى هذا الاندماج بين الدين والثقافة اليابانية على نطاق واسع؛ والذي انعكس في التصميم التأسيسي للحدائق اليابانية.حفل الشاي
وهناك تأثيرات أخرى كسبتها اليابان في عام 1192 بوصول إيساي، وهو راهب بوذي من الصين. قدم أيساي طريقة "تشان" أو "زين" في التدريس لليابان بالإضافة إلى حفل الشاي - وهي عبارة عن طقس يقوم على تحضير وتقديم شاي أخضر مسحوقٍ (ماتشا). بين 1333 و 1573، قام الرهبان البوذيون بتعزيز حفل الشاي إلى درجة أن الطقوس كانت خياطة في النسيج الثقافي لليابان، وظلت أساسية بشكل معقد للثقافة اليابانية منذ ذلك الحين. قبل أن يمر وقت طويل، بدأت حدائق تشانيوا (تلك المصممة خصيصاً لاحتفالات الشاي) في الازدهار في كافة أنحاء المشهد الياباني، الأمر الذي أعطى إشارة ثقيلة إلى مدى التقدير الذي أصبحت عليه الاحتفالات. ومع ذلك، فإن أهم تأثير لحفل الشاي على تصميم الحديقة اليابانية جاء بين 1568 و1600 (المعروفة بفترة الأزوشي-موموياما) حيث بدأت أجنحة لاحتساء الشاي تبرز كخصائص للحديقة الشعبية؛ أصبحت الفوانيس وحجارة الخطو والجسور المقوسة عصرية بشكل متزايد في هذه الحدائق الجديدة، التي تعتبر اليوم بمثابة القطع المميزة للحدائق اليابانية. ونتيجة لهذا فقد أصبحت هذه المظاهر متأصلة في تصميم الحدائق اليابانية ـ وبالتالي فإن المغزى الديني الذي كان ذات يوم مصحوباً بخلق الحدائق اليابانية قد خسر لاستيعاب هؤلاء الذين يرغبون في استخدامها كبدائل للعبارات، أو لمجرد الاستمتاع ببيئة تأملية. فترة إدو وقد حدث مزيد من التطوير بين عامي 1603 و1867 (فترة إدو) عندما أنشئت حديقة "التتوج". هذه الحدائق تم إنشاؤها بشكل رئيسى لإرضاء
